عشرات العُمَد والمنتخَبين يتظاهرون يوم أمس الجمعة ضد صلاة الجماعة في الشارع.
بعد النداء الذي أطلقه عمدة بلدية كليشي لا جارين Clichy-La- Garennne ، الإشتراكي ريمي ميزو Rémi MUZEAU ، توجه عشرات عمد البلديات ، إلى باريس
للتظاهر يوم الجمعة ضد مجموعات من المسلمين كانوا يقيمون صلاة الجمعة في الشارع بسبب عدم وجود قاعة ملائمة لتأدية الصلاة .
وكان سبب تظاهر المسلمين للصلاة في الشارع هو قيام البلدية بغلق مسجدهم في شهر مارس الماضي ، والذي حولته البلدية إلى قاعة للوسائط Médiathèque . ومنذ غلق المسجد ، ظل المسلمون يصلون الجمعة في الشارع ، تحت تساقط الأمطار والرياح العاصفة.
وقد رفع العُمَد المتظاهرون لافتة كبيرة مكتوب عليها ” أوقفوا صلاة الجماعة في الشارع ” ، كما غنوا النشيد الوطني الفرنسي ، في إشارة إلى التشبث بما أسموه ” مبادئ العلمانية ، ودولة القانون”.
وربما نسي أو تناسى هؤلاء العمد أن من دعائم العلمانية التسامح والمساواة والعيش المشترك واحترام عقائد الآخرين.
وقد حضرت التظاهرة ، كما في الصورة أعلاه، فاليري بيكرس Valérie Pécresse ، رئيسة منطقة باريس، والفاعلة النشطة في حزب الجمهوريين المحافظ، المعروف غالبا بتحامله على دين الإسلام ، من خلال خطاباته السياسية الشعبوية.
وقد أظهر اتحاد الجمعيات الإسلامية في مدينة كليشي امتعاضه من تظاهر العُمَد ، واتهم البلدية بأنها أخلفت وعدها، الذي تمثل في تعهدها ، أيام الإنتخابات، بالإحتفاظ بقاعة صلاة خاصة للمسلمين، وحين تم انتخاب العمدة بدأ في تنفيذ قرار معاكس تماما للتعهد الذي ألقاه على عاتقه هو ومستشاروه أيام الحملة الإنتخابية. لكن العمدة قال من جهته أن عقد الإيجار الذي كان موقعا بين البلدية والمسلمين قد انتهى ، وبالتالي فمن القانوني أن يُغلق المحل.
هذا، وقد قامت وزارة الداخلية يوم الأربعاء ، 22 مارس الماضي، بالغلق التعسفي للمسجد، عبر إرسال مجموعات من الشرطة طوقت المكان، وأغلقت أبواب المسجد ومنعت المصلين من الدخول فيه، ومنذ ذلك اليوم، إلى الآن ظل المسلمون دون مسجد تقام فيه صلاة الجماعة في حيّهم.