انتخاب رئيس جديد لحزب اليمين الفرنسي
في يوم الأحد العاشر من ديسمبر الجاري ، تم انتخاب لوران فوكييز Laurant Wauquiez على رأس حزب اليمين التقليدي، المسمى بحزب الجمهوريين Les républicains .
وقد صوت لصالحه ما يزيد على 74 في المائة من مجموع المنتمين إلى حزب اليمين.
وانتُخب فوكييز على أساس برنامج انتخابي شديد النبرة ، يكاد يقترب من برنامج اليمين المتطرف، بل ذهب البعض إلى إمكانية تحالفه مع اليمين المتطرف في الإنتخابية الرئاسية الفرنسية المقبلة لسنة 2022.
وكان شعار المرشح فوكييز في حملته لرئاسة الحزب هو ” اليمين يعود” . وتميَّزَ الخطاب الإنتخابي لـ”فوكييز” بكثير من القسوة اللفظية على الأجانب. من ذلك قوله في أحد خطاباته ” ليس على فرنسا أن تتكيف مع الأجنبي الوافد ، بل على الوافد أن يتكيف مع فرنسا” وهي عبارة نادرة الإستعمال في الوسط السياسي الفرنسي، بل اعتبرها البعض نوعا من محاولة جذب ناخبي حزب اليمين المتطرف (الجبهة الوطنية).
ويتقدم برنامج “فوكييز” الإنتخابي بمشروع جديد يهدف إلى تضييق الخناق على الأجانب و خاصة المسلمين منهم، وتشديد سياسة استقبال المهاجرين إلى فرنسا.
وكان فوكييز قد أشار إلى استهدافه لطائفة المسلمين في تصريح له لإذاعة أوروبا 1، أواخر نوفمبر، حين قال ” إن الذي يهدد العلمانية ليس رياض الأطفال، وليس صليبا يضعه البابا بولس الثاني على صدره. بل إن الذي يهدد العلمانية هو الصلوات في الشوارع، والتطرف الإسلامي”
ولشدة ميله للتطرف، فقد أعلنت بعض التشكيلات و الأحزاب السياسية عن أنها لن تتحالف مستقبَلا مع لوران فوكييز ، كونه يميل بأفكاره للتطرف ولمعاداة الأجنبي؛ فقد أعلن جان كريستوف لاجارد Jean Christophe Lagarde رئيس حزب الـ UDI (وهو محسوب على اليمين الوسط) أن ” التموقع السياسي لرئيس حزب اليمين لا يتماشى مع أفكارنا؛ لأنه رفض أن يتحالف معنا ومع الأحزاب السياسية الأخرى إبان الإنتخابات الرئاسية الأخيرة من أجل أن نهزم حزب اليمين المتطرف الذي صعد للدور الثاني. إنه (فوكييز) يعيش هاجس الهوية ومعاداة أوروبا ، وبالتالي فهو يمثل اليمين المتطرف، وليس اليمين الإنساني الذي نمثله نحن ”
من هو لوران فوكييز Laurent Wauquiez ؟
هو شاب ناشئ ، وُلد سنة 1975، في مدينة ليون Lyon ، إحدى أكبر مدن فرنسا. ينتمي الرجل إلى الديانة الكاثوليكية.
دخل الحياة السياسية سنة 2004 حين أصبح نائبا في الجمعية الوطنية. حصل على شهادة المتريز في التاريخ من جامعة (بانتيون-سوربون) Panthéon-Sorbonne. وكان موضوع رسالته ” مشعل ألف ليلة وليلة، وشرق الأنوار 1704- 1798 ”
مطلع سنة 2000، عمل لوران فوكييز كموظف في السفارة الفرنسية في القاهرة (مصر) ، ودرَّس اللغة الفرنسية مع جمعية تبشيرية تدعى الأخت أماونيل sœur Emmanuelle . وتعمل هذه الجمعية في القطاع الخيري والتبشيري في مصر منذ الثمانينات.
تقلد لوران فوكييز عدة مناصب سامية في هرم الدولة الفرنسية، منها وزير متكلم باسم الحكومة ، أيام حكم الرئيس الأسبق من أصل يهودي نيكولا ساركوزي.
هذا ، ويُعتبر فوكييز Wauquiez قريبا فكريا وسياسيا من نيكولا ساركوزي الذي ينتمي للجناح الصهيوني لحزب اليمين.
هذا الجناح الصهيوني هو المتحكم حاليا في مفاصل حزب اليمين الفرنسي ، وهو الذي يتولى تحرير برامجه السياسية ، وتسيير حملاته الإنتخابية. ويرأسه في الجمعية الوطنية نائب من أصل يهودي يدعى كريستيان يعقوب.
