الوزير الأول الفرنسي يثير زوبعة على الإسلام
أثار الوزير الأول الفرنسي السابق مانويل فالز ، ضجة عارمة في الأوساط الحقوقية والسياسية الفرنسية، حين صرح لإحدى الصحف الإسبانية أن المشكلة في فرنسا هي مع الإسلام والمسلمين.
جاء ذلك في مقابلة صحفية أجرتها صحيفة الباييس El pais مع الوزير الأول السابق، حين قال في معرض كلامه أن : ( كل الدول تعاني من أزمات ثقافية وسياسية … وفي فرنسا يعاني مجتمعنا من مشكلة الإسلام والمسلمين…)
بمجرد نشر المقال ، احتدمت مواقع التواصل الإجتماعي، وشتى الوسائط التي تُعنى بشؤون المسلمين في فرنسا.
ولا شك أن كلمات الوزير الأول تشكل خلطا كبيرا بين الإسلام كدين، وبين العنف والإرهاب الذي تنتهجه جماعات إجرامية تنسب نفسها للإسلام.
امتعض من كلام فالز الكثيرُ من رجالات السياسة، واعتبروه استفزازا لطائفة المسلمين ، ومحاولة لشق الصف الوطني الفرنسي باستهداف طائفة من المجتمع بسبب دينها. وفي هذا الصدد قال رئيس حز ب فرنسا الثائرة France insoumise ، السيد جان لوك ميلانشوه Jean Luc Melenchon أن ” مانويل فالز لديه حساسية كبيرة من الإسلام ، ولا يرى الحياة إلا من هذا الوجه. إن ما يقوله عن الإسلام هو نوع من محاولة البحث عن الوجود والشهرة ”
ذلك ، ويُعتبر مانويل فالز من زعماء الماسونيين المتنفذين في الساحة السياسية الفرنسية. وهو قريب من آلان بووير Alain BAUER المعلم الأعظم للمحفل الماسوني الفرنسي. وكان آلان بووير هذا ، اقترح على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (اليهودي الأصل) أن يُعيّن مانويل فالز Manuel Vals وزيرا للداخلية، لكن الأخير رفض. ليتم تعيينه بعد انتخاب فرانسوا أولاندFrançois Hollande الإشتراكي وزيرا للداخلية ثم وزيرا أولا.
وقد صرح مانويل فالز ذات مرة لإحدى الإذاعات التابعة للجالية اليهودية في فرنسا ، أنه ( مرتبط أزليا بإسرائيل). وبدأ ” فالز” يخسر سمعته السياسية شيئا فشيئا، حتى فترة الإنتخابات النيابية الأخيرة ، 2017، حيث كاد أن يفشل في الحصول على مقعد في البرلمان ، لولا تدخل حزب الجمهورية إلى الأمام الذي لم يشأ أن يقدم معه منافسا في الإنتخابات النيابية، ولم يترشح ضده إلا مرشحة عن حزب فرنسا الثائرة. وفاز عليها ” مانويل فالز” بفارق ضيئل قدروه بمائة صوت أويزيد. مما يدل على أن شعبية الرجل بدأت تتناقص منذ انهيار الحزب الإشتراكي أيام الحملة الإنتخابية الرئاسية لسنة 2017.
وُلِد مانويل فالز سنة 1962 في اسبانيا في مدينة برشلونه ، حصل على الجنسية الفرنسية عند الثامنة عشر من عمره، وتقلد منصب عمدة مدينة أفري Evry مدة إحدى عشرة سنة (2001-2012). وهو أول وزير أول من أصل أجنبي يتقلد هذا المنصب في الجمهورية الخامسة. .. متزوج من سيدة يهودية تدعى آن جرافوان Anne Gravoin ، وكان شاهده على هذا الزواج رجل موريتاني يدعى ابراهيم داوودا انجيم، وهو من مواليد كيفه، وكان عضوا في حركة ” افلام” ، الحركة الزنجية الشهيرة التي كانت لها علاقات متوترة مع نظام ولد الطايع الرئيس الأسبق لموريتانيا.